مرض السكري من النوع الأول “أسبابه.. أعراضه.. كيفية التعايش معه”

مرض السكري من النوع الأول “أسبابه.. أعراضه.. كيفية التعايش معه”
مرض السكري من النوع الأول 1

مرض السكري هو المرض الذي يؤثر على الطريقة التي يستخدم الجسم فيها الجلوكوز، ويعتبر السكر المصدر الرئيسي الذي يؤمن الطاقة للجسم، فمثلما يحتاج مشغل الأقراص المدمجة إلى بطاريات، يحتاج جسمنا إلى الجلوكوز للحفاظ على وظيفته، ويعمل السكر في الجسم وفق الخطوات التالية: أولا نحن نأكل ثم يدخل الجلوكوز الوارد في الغذاء مجرى الدم، البنكرياس ينتج هرمون يسمى الأنسولين، وهذا بدوره يساعد الجلوكوز بالدخول إلى خلايا الجسم، وبذلك يحصل الجسم على الطاقة التي يحتاج إليها.

و البنكرياس هو عبارة عن غدّة تقع في البطن، وتساعد الجسم على هضم الطعام، كما أنها تنتج الأنسولين، الذي يشبه المفتاح الذي يفتح أبواب خلايا الجسم أمام الجلوكوز والسماح له بالدخول عبر الدم إلى الخلايا.

لذلك عندما يكون شخص ما لديه مرض السكري، إما أن الجسم لا ينتج الأنسولين، أو الأنسولين لا يعمل كما ينبغي، عندها الجلوكوز لا يمكن دخوله الخلايا بشكل طبيعي، فيرتفع مستوى السكر في الدم كثيرا، ويصبح لدى الشخص تركيز عال من السكر في الدم ولا يتبع العلاج، فيقال أنه أصبح مريض بالسكري.

ما هو مرض السكري من النوع الأول؟

هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: النوع الأول من مرض السكري 1 والسكري من النوع 2، و كل نوع من مرض السكري يولد زيادة في نسبة السكر في الدم بطريقة مختلفة.

في مرض السكري من النوع الأول (الذي كان يسمى مرض السكري المعتمد على الأنسولين أو مرض السكري لدى الأحداث)، لا ينتج البنكرياس الأنسولين، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الجهاز المناعي قد هاجم البنكرياس، وسبَّبَ تدمير بعض الخلايا التي تنتج الإنسولين، ولسبب ما لا يمكن للأطباء أن يحدده على وجه اليقين.

عندما يعاني الشخص من مرض السكري من النوع 1، يمكن للجسم الاستمرار في الحصول على الجلوكوز الواردة في الغذاء، ولكن عدم وجود الأنسولين يجعل الجلوكوز لا يمكنه دخول الخلايا، التي تحتاج إليها، ثم يبقى الجلوكوز في الدم، وهذا يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بنسب مرتفعة جدا ويسبب مشاكل صحية.

عندما يكون الشخص مصابا بداء السكري من النمط الأول، لا يستطيع البنكرياس أن ينتج الإنسولين مرة أخرى،و لحل هذه المشكلة، يجب على الشخص الذي يعاني من مرض السكري من النوع 1 حقن الأنسولين أو استخدام مضخة الأنسولين بانتظام.

و داء السكري من النوع 2 يختلف عن مرض السكري من نوع 1، فالسكري من النوع 2، ينتج البنكرياس الأنسولين،ومع ذلك الأنسولين لا يعمل في الجسم كما ينبغي، ومستويات السكر في الدم ترتفع كثيرا.

ما هي أسباب داء السكري من النوع الأول؟

لا أحد يعرف على وجه اليقين ما هو أصل مرض السكري من النوع 1، ولكن العلماء يعتقدون أن هذا المرض له بعض العلاقة مع الوراثة (الجينات التي تنتقل من الآباء إلى الأطفال) ومع ذلك يمكن إصابة الشخص بداء السكري من النوع الأول، بسبب عامل آخر، مثل وجود عدوى فيروسية، ولا يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الأول، حيث أن حتى الأطباء لا يمكنهم تحديد من يمكن أن يصاب بهذا المرض أو لا يصاب.

كيف يدرك الشخص أنه لديه مرض السكري 1 أو ما هي أعراضه؟

يمكن أن يعاني الناس من مرض السكري دون أن يعرفوا ذلك لأن الأعراض ليست دائما واضحة ويمكن أن تستغرق وقتا طويلا لتطويرها، مرض السكري من النوع 1 يمكن أن تظهر تدريجيا أو فجأة، وعندما يعاني الشخص من مرض السكري من النوع الأول، تظهر هذه الأعراض عادة:

  •         يبوّل كثيرا لأن الجسم يحاول القضاء على نسبة السكر في الدم الزائدة من خلال البول.
  •         شرب الكثير من السوائل، لتعويض كل ما قمت بإزالته أثناء التبول.
  •         يأكل الشخص المصاب كثيرا ،لأن الجسم هو بحاجة للطاقة التي لا يمكن الحصول عليها إلا من السكر.
  •         فقدان الوزن ، حيث يبدأ الجسم في التحول إلى الدهون والعضلات كمصدر للوقود.
  •         الشعور بالتعب طوال الوقت.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشابات المصابات بمرض السكري غالبا ما يصبن بالعدوى المهبلية التي تسببها الفطريات قبل تشخيصهن للمرض والبدء في العلاج.

إذا لم يتم الكشف عن هذه الأعراض المبكرة لمرض السكري ولم يبدأ العلاج، يمكن للمواد الكيميائية أن تتراكم في الدم وتسبب آلام في المعدة والغثيان والقيء ومشاكل في الجهاز التنفسي وحتى فقدان الوعي، الأطباء يطلقون على هذه الصورة (الحماض الكيتوني السكري (.

ومع ذلك فمن الجيد أن نعرف أن بالعلاج يمكن السيطرة أو وقف هذه الأعراض من مرض السكري وتقليل خطر وجود مشاكل على المدى الطويل، من خلال اختبارات الدم والبول التي يتم فيها دراسة مستويات الجلوكوز، حيث يمكن للأطباء أن يقولوا على وجه اليقين أن الشخص مصاب بمرض السكري،  وإذا كان الطبيب يشتبه في أن الطفل أو المراهق لديه مرض السكري، قد يتم إحالته إلى أخصائي في الغدد الصماء لدى الأطفال، الذي يقوم بالتشخيص وعلاج الأطفال والمراهقين الذين يعانون مشاكل تتصل بنظام الغدد الصماء، مثل مرض السكري ومشاكل النمو.

كيفية التعايش مع مرض السكري من النوع 1

الناس الذين يعانون من مرض السكري من النوع 1 يجب أن يولوا المزيد من الاهتمام لنظامهم الغذائي والأنشطة التي يؤدونها، ويجب عليهم مراعاة ما يلي:

  •         التحقق من مستوى السكر في الدم عدة مرات في اليوم من خلال عينة دم صغيرة.
  •         حقن الأنسولين أو استخدام مضخة الأنسولين.
  •         اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، بالإضافة إلى إيلاء اهتمام خاص لكلا من كمية السكر والنشا في الطعام ووقت الوجبات.
  •       ممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة وتجنب المشاكل التي يمكن أن يسببها مرض السكري على المدى الطويل، مثل أمراض القلب.
  •         الفحوص الدورية مع طبيبك ومع أعضاء آخرين من فريق من المهنيين الذين يعالجون مرض السكري الخاص بك، من أجل البقاء في صحة جيدة، إضافة إلى أن لديهم العلاج المناسب لأي مشكلة.

نصائح صحية ونفسية لمرضى السكري

في بعض الأحيان يشعر الأشخاص المصابون بمرض السكري أنهم يختلفون عن أصدقائهم لأنهم بحاجة إلى حقن الأنسولين، ورعاية نظامهم الغذائي، والتحقق من نسبة السكر في الدم كل يوم، ويفضِّل بعض المصابين بداء السكري إنكار أن لديهم هذا المرض، فلديهم وهم بأنه إذا تظاهروا بعدم إصابتهم بالمرض، فإن مرض السكري سوف يختفي، قد يشعرون بالغضب والاكتئاب والعجز، أو يعتقدون أن والديهم يجادلون دائما حول علاجهم لمرض السكري.

إذا كنت ممن تم تشخيص مرض السكري لديه، فمن الطبيعي بالنسبة لك أن تشعر بأن العالم قد تغير تماما، ولحسن الحظ، طبيبك أو الفريق الذي يعالج مرض السكري الخاص بك ويمكنه الرد على جميع أسئلتك ويقدم الدعم لك، لا تتردد في سؤال الأطباء أو أخصائي التغذية أو غيرهم من العاملين في مجال الصحة للحصول على المشورة، يمكنك أيضا حضور مجموعات الدعم لمناقشة مشاعرك ومعرفة كيفية تعامل الآخرين مع مرضك.

ليس هناك شك في أن مرض السكري يطرح تحديات، ومع ذلك الناس الذين يعانون من مرض السكري يقومون بممارسة الرياضة، والسفر، والخروج مع الآخرين، والذهاب إلى المدرسة والعمل، كما يفعل أي من أصدقائهم، هناك الآلاف من المراهقين الذين يعانون من مرض السكري وكلهم يتعلمون لمواجهة نفس التحديات.